عضو هيئة تدريس بجامعة عمر المختاروعضو اللجنة العلمية بالمركز الإنسان كما ورد فى القرآن الكريم ، مفضل مكرم له منزلته الرفيعة ومكانته السامية ، فهو المخلوق الوحيد الذى تحدث عنه الخالق عز وجل ، إنه خلقه ، ونفخ فيه من روحه ، فاستحق بهذه النفخة العلوية ، وذلك السر الإلهى أن يكون أكرم مخلوق ، وأن يأمر الله ملائكته المطهرين أن يسجدوا له قال تعالى ((إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين))
ومنحه من العلم والمعرفة ما تفوق به على الملائكة قال تعالى (( وعلم آدم الأسماء كلها ))
وكرمه بالاستعداد الفطري الذي استأهل به الخلافة فى الأرض قال تعالى (( ولقد كرمنا بنى آدم))
وسخر له كل ما فى الكون من أرضه وسمائه لخدمته والانتفاع به .
هذه قصة الإنسان كما وردت فى القرآن الكريم ، مكرم مفضل له منزلته السامية فى الحياة وبعد الموت ، وسر هذا التفضيل والتكريم ما منح من عقل ، وما وهب من علم وإدراك .
لقد وصل الإسلام الإنسانية كلها بأوثق الروابط وأمتن الصلات حين ردها إلى أب واحد وأم واحدة ، ومادام الأصل واحدا فليس هناك داع للتفاخر والتسلط والكبرياء ، إذ القيمة الحقيقية للإنسان التى يحق له أن يزهو بها وان يعتز الأثر الطيب ، والعمل الصالح .
الإنسان فى اللغة تشمل الذكر والأنثى((4)) فلا فرق بينهما فى الاسلام ، فالمساواة قائمة بين الرجل والمرأة فى القيمة الإنسانية المشتركة والتكاليف وفى الحقوق العامة ، فلها حق التعليم ، وحق التملك والتصرف .
هذه هى نظره الإسلام فى المساواة بين الرجل والمرأة (( المواريث ، الشهادة )) ونظرا لتعدد الجوانب الإنسانية فى مقولات الكتاب الأخضر فأنني سأتناول موضوع : (( المساواة بين الرجل والمرأة فى الكتاب الاخضر ))
جاء فى الفصل الثالث من الكتاب الأخضر : المرأة إنسان والرجل إنسان ..... إذن الرجل والمرأة متساويان إنسانيا بداهة . هكذا ينفى الكتاب الأخضر أى فرق من الناحية الإنسانية بين الرجل والمرأة وينظر إلي التمايز من ناحية الدور أوالوظيفة التى يقوم بها كل واحد ولا علاقة لها بالناحية الإنسانية، فمثلا هذا تخصصه التجارة وثان تخصصه البناء وثالث تخصصه قيادة الطائرات وهكذا ، وكل منهم إنسان لأن كل المواصفات بينهم واحدة ، ويختلفون فى الوظيفة والتخصص ، فإذا كلف أى شخص بعمل ليس من تخصصه ، ففي هذا ضرر وظلم غير منطقي ، لان كلا وما يتقن ، والفرق يكمن فى الدور والظرف الذى تؤدى فيه الوظيفة .
((إذن هناك فرق طبيعي بين الرجل المرأة والدليل عليه وجود رجل وامرأة بالخليقة وهذا يعنى وجود دور لكل واحد منهم يختلف وفقا لاختلاف كل واحد منهما عن الآخر. إذن لابد من ظرف يعيشه كل واحد منهما يؤدى فيه دوره المختلف عن الآخر ومختلف عن ظرف الآخر فى الدور الطبيعي ذاته ))
إن للمرأة دورا كما للرجل دورا لا يستطيع أحدهما أن يقوم بما يقوم به الآخر ، وكلاهما لابد منه ، وفى أكثر أدوار الحياة نجد ما تقوم به المرأة خاصا بها فقط ، وهو فى منتهى الضرورة ولا يستطيع الرجل القيام به أبدا كالحمل والرضاعة والحضانة.
إن النظرية العالمية الثالثة قد انطلقت من الفوارق البيولوجية الموجودة بين الرجل والمرأة. ولتحدد دور المرأة الرئيسي وهو استمرارية المجتمع البشرى ، المتأتي عن ممارسة المرأة دورها الطبيعي كأم .
إن العمل الذى يناسب الرجل ليس دائما هو العمل الذى يناسب المرأة ، فالتساوي فى الحقوق الإنسانية بين الرجل والمرأة والكبير والصغير ... ولكن ليست ثمة مساواة تامة بينهم فيما يجب أن يقوموا به من واجبات .
وكما يرصد الكتاب الأخضر حقوق المرأة ويدافع عنها ،فلا ينسى واجباتها كامرأة ، ويرى أنها مادامت خلقت طبيعيا لهذه الأمور فلن تتخلى عنها إلا لأسباب مثل الزواج والحمل ........ الخ .
إذن المرأة فى المجتمع الجماهيرى حقوقها مضمونة ومقدسة ، واحد مبادىء الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان (( إن أبناء المجتمع الجماهيرى متساوون رجالا ونساء فى كل ماهو إنساني .... وإن الزواج مشاركة متكافئة بين طرفين متساويين )) .
إن تجاهل الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة ، والخلط بين أدوارهما اتجاه غير حضاري على الإطلاق ، ومضاد لنواميس الطبيعة ..... ومهدم للحياة الإنسانية ، وسبب حقيقي فى بؤس الحياة الاجتماعية للإنسان .